الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
آداب السادة النقشنبدية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد :
فهذه جملة من الآداب التى رأيت مشايخنا النقشبندية فى بيت سيدنا الشيخ الكردى يربون عليها المريدين ، وهى من عيون الآداب الشرعية ، نابعة من معين الحضرة المحمدية ، وقد أرشدنى الله إلى جمعها ، لتظهر صورة الطريق فى القرن الخامس عشر ، وليعلم الناس أن الطريق لم يرتفع بعد ، وأن الله لا يخلى وجه الأرض عن مرشد كامل يرشد الناس إليه ، وسأجعل مقدمته فى الترجمة لأعلام هذا البيت المنيف والذى أسسه بمصر مولانا الشيخ محمد أمين الكردى ، وابنه مولانا الإمام العارف الكبير نجم الدين الكردى ، وأبناؤها : مولانا الشيخ عبد الرحمن الكردى ، ومولانا شيخ الإسلام ضياء الدين الكردى ، ومولانا العلامة الفقيه العارف محمد نجم الدين الكردى ، ومولانا الشيخ حميد ، ومولانا الشيخ أحمد ، ومولانا الشيخ حسن ، ومولانا الشيخ حسين ، وجميعهم أبناء سيدنا الشيخ نجم الدين الكردى ، ومن أحفاده الذين برزوا إلى الوقت فى العلم والطريق : مولانا الشيخ أحمد بن شيخ الإسلام ضياء الدين الكردى ، وأخوه مولانا الشيخ محمد .
وقد جريت فيه على طريقة سيدى عبد الوهاب الشعرانى ، فأصدر الأدب بقولى : ومن آدابهم رضى الله عنهم ، وأسرد الآداب أدبا أدبا حسب الحاجة والوقوع ، دون ترتيب صناعى . ومن الوقائع التى أذكرها ما وقع معى ، ومنها ما وقع مع المريدين وحضرته ، أو سمعته من الأخوان الذين تقدمت صحبتهم لمشايخنا ، وقد أدركت جملة وافرة من أصحاب سيدنا الشيخ نجم الدين رضى الله عنه ، ومن رآهم قطع جزما بكمال سيدنا الشيخ نجم الدين وبلوغه الغاية فى العلم والولاية والمعرفة ، فإنه لا يربى مثل هذه التربية إلا الشيخ الكامل ، فرضى الله عنه .
ولا ألتفت فيه إلى حكاية الكرامات والرؤيا مع كثرتها جدا وتواترها عن مشايخنا لأنهم كانوا لا يلقون لها بالا ، ولا يحبون التحاكى بها ، ويرونها قاطعة عن السلوك . فلا أذكر منها إلا ما كان فى ثنايا حكايته أدب يستفاد .
وقد شرعت فيه 20 صفر 1428 هـ ، يسر الله إتمامه ، ونفع به .

ليست هناك تعليقات: